( أوابد ) مدونة
كل من لاقيت يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن؟!
قصيدة المتلمس الضبعي تعيرني أمي رجال ولن ترى، قراءة في الإشكالات وترجيح الروايات
نشر في مجلة عالم الكتب، المجلد الثالث والثلاثون، العددان: الثالث والرابع، المحرم-ربيع الآخر 1433هـ/يناير-أبريل 2012م
قصيدة المتلمِّس الضُّبَعِيّ
تُعيِّرني أُمِّي رجالٌ ولن ترى * أخا كرمٍ إلَّا بأنْ يتكرَّما
قراءة في الإشكالات وترجيح الروايات
ملخص البحث
يدرس هذا البحث قصيدة مشهورة للشاعر المتلمس الضبعي، أثارت لدى الباحث تساؤلات عدة تتعلق بتضارب بعض المرويات عن حياة الشاعر مع نص القصيدة، وورود روايات لا تتفق مع مراد الشاعر.
لقد درس البحث اسم الديوان وروايته وما فيهما من إشكالات، وإشكال نسب أمه والتناقض الذي وقع فيه بعض الدارسين، وإشكال النسب في القصيدة من حيث نسبة الشاعر إلى (بُهْثَة) وتحقيق نسبه، والأسماء الواردة في شعره مما له علاقة بنسبه من جهة الأب، ومشجرة نسب الشاعر بناء على رواية ابن الكلبي، وتحليل روايات البيت محل الإشكال وترجيحها، وترجيح اختلاف الروايات للبيت الواحد في القصيدة كلها.
- الدراسات السابقة:
هذه قائمة بأسماء الدراسات المتخصصة عن المتلمس([1])، وهي دراسات وقفت على أسمائها، واطلعت عليها عدا الدراسة الرابعة، وهي رسالة ماجستير لم أستطع الحصول عليها:
1) الدراسة المختصرة التي كتبها محقق الديوان حسن كامل الصيرفي، 1970م
2) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي، 1979م
3) المتلمس الضبعي، حياته وشعره، منى ربيع بسطاوي، ماجستير 1989م، جامعة جنوب الوادي، كلية الآداب بقنا، ولم تقف على دراسة د.محمد عبدالمنعم خفاجي بالرغم أن دراسته صدرت قبل عشر سنوات من دراستها.
4) المتلمس الضبعي: حياته وشعره، محمود محمد محمد حسين، ماجستير، جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية بأسيوط.
- أولًا: الديوان
حقق الديوان تحقيقًا موسعًا حسن كامل الصيرفي رحمه الله والناظر في الديوان يعلم مدى الجهد الذي بذله المحقق، ونشره معهد المخطوطات العربية سنة 1390هـ-1970م عن ست نسخ خطية([2])، أقدمها كتبت سنة 568هـ ورمز إليها بحرف (ا) وهي محفوظة في مكتبة أياصوفيا بالآستانة برقم (3931) بعنوان «ديوان شعر المتلمس الضبعي راوية الأثرم وأبي عبيدة عن الأصمعي» منقولة من خط علي بن هلال البواب .
والثانية رمز لها بحرف (ب) محفوظة في المكتب الهندي برقم (110) مكتوبة سنة 1200هـ بعنوان «شعر المتلمس رواية أبي الحسن الأثرم عن أبي عبيدة وأبي عمرو الشيباني والأصمعي وغيرهم».([3])
أما بقية النسخ الأربع فهي منسوخة من هاتين المخطوطتين كما أشار إلى ذلك المحقق في وصفه النسخ.
وهناك ملحوظة على اسم الديوان المطبوع([4])؛ إذ عنون المحقق الديوان بـ«ديوان شعر المتلمس الضبعي رواية الأثرم وأبي عبيدة عن الأصمعي»؛ وذلك اعتمادًا على النسخة الخطية الأساس المرموز إليها بـ«ا».
والعنوان بهذه الصيغة ليس صحيحًا حتى لو ورد في الأصل المخطوط؛ وذلك للأسباب التالية:
1) أن أبا عبيدة معمر بن المثنى قرينٌ للأصمعي وبينهما ما بين الأقران([5]) ولم تثبت رواية لأبي عبيدة عن الأصمعي.
2) أن أبا الحسن الأثرم هو جامع الديوان([6])، وقد جمعه من رواية أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما كما نصت عليه المخطوطة (ب)، وهذا يتفق مع ما ورد في بداية الديوان من إسناد خبر القصيدة محل البحث إلى أبي عبيدة وإيراد أبي عمرو: «قال أبو الحسن الأثرم: قال أبو عبيدة: كان سبب هجاء المتلمس عمرًا ... وقال أبو عمرو»([7]) علمًا بأنه لم يرد ذكر للأصمعي نصًا في مقدمات القصائد، بل ورد ذكره تعليقًا، وورد ذكر «الأصمعيات» في القصيدة الثامنة :«وقال المتلمس وهي من الأصمعيات والمفضليات»([8]) ، ولم ترد القصيدة لا في الأصمعيات ولا المفضليات ولا كتاب الاختيارين للأخفش المطبوعة، كما ذكر ذلك المحقق.
3) أن رواية الديوان للقصيدة محل البحث تختلف من حيث الترتيب ورواية كثير من الأبيات عن الرواية في الأصمعيات.([9])
لذا فإن العنوان الصحيح للديوان «ديوان شعر المتلمس الضبعي راوية الأثرم عن أبي عبيدة والأصمعي» أو «ديوان شعر المتلمس الضبعي راوية الأثرم عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي عمرو الشيباني وغيرهم».
وبناء على ما سبق فإن رواية الديوان للقصيدة محل البحث ليست من رواية الأصمعي.
وقد صرح جامع الديوان أبو الحسن الأثرم باسم أبي عبيدة في القصيدة محل البحث مما يفهم منه أن رواية القصيدة من جهته؛ لكنْ هناك إشكال في هذا؛ لأن أبا عبيدة في كتاب مجاز القرآن روى البيت السابع:
7 وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ * أَقَمنا لَهُ مِن مَيلِهِ فَتَقَوَّما ([10])
لعمرو بن حُنَيّ التغلبي([11]) وقد أكد هذه النسبة المرزباني حين قال:«وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها:
يعيرني أمي رجال ولن ترى * أخا كرم إلا بأن يتكرما
وبعده البيت، وآخره: أقمنا له من ميله فتقوما، وأبو عبيدة وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حني التغلبي».([12])
ولم ترد إشارة في الديوان إلى هذه النسبة، وهذا كله يقوي أن يكون أبو الحسن الأثرم قد لفّق القصائد من روايات عدة. ولم يعتمد رواية بكاملها أساسًا للقصائد.
وقد علق محقق الديوان على هذا بقوله:«ومن العجب أن يروي أبو عبيدة هذا البيت لعمرو بن حني كما جاء في ديوان المتلمس وهو أحد رواة ديوان المتلمس».([13])
- ثانيًا: إشكال النسب
إن الباعث الأساس للقصيدة هو النسب، وقد صدَّر ابن الشجري في مختارته القصيدة بقوله: «فقال يذكر نسبه ويثبته».([14])
وقد بدأ المتلمس القصيدة بالفخر بأمه، وهناك إشكال حول نسب أمه لم يناقشه سوى د.منى بسطاوي في دراستها.
وهذا المبحث يناقش إشكال نسب المتلمس من جهة الأم، وإشكال نسب المتلمس من جهة الأب.
- إشكال نسب المتلمس من جهة الأم:
ورد في مقدمة القصيدة أنه نشأ في أخواله من بني يشكر حتى كادوا يغلبون على نسبه.([15])
وفي حديث محقق الديوان عن أم المتلمس، قال:«وأما عن أم الشاعر، فإن المصدر الوحيد الذي كشف لنا عن اسمها وعن جنسيتها هو كتاب «المحبر» لمحمد بن حبيب (المتوفى 245هـ) فقد ذكر أن اسمها «سُحْمة»، وأنها من الحبشيَّات».([16])
والغريب أن محقق الديوان لم يعلق على هذه المعلومة؛ فكيف تكون أمه حبشيّة وخاله الحارث بن التوأم اليشكريّ؟!
وقد وقع في هذا الخلل د.محمد عبدالمنعم خفاجي في مواضع متعددة من دراسته؛ ففي حديثه عن «موطن المتلمس الشاعر» علق في الحاشية (1) :«... وبكر بن وائل (قبيلة أم الشاعر المتلمس) ...»([17]) ثم في حديثه عن أم الشاعر قال:«وأما أمه فهي من الحبشيات واسمها سحمة وهي من بني يشكر كما يذكر ابن قتيبة، فأخواله بنو يشكر»([18])، ثم في الحديث عن نشأة المتلمس وحياته يقول: «نشأ المتلمس في ظلال أم حبشية تنتمي إلى بني يشكر بن بكر بن وائل ...وأقام في موطن أمه بين آلها من بني يشكر حيث نما عوده ولطول حياته بين قوم أمه أخواله من بني يشكر كادوا يغلبون على نسبه».([19])
وهذا كله تناقض لا أعلم كيف قبله د.محمد عبدالمنعم خفاجي.
فلو كان الأمر كذلك فلِمَ يقبله بنو يشكر وهو لا يمت إليهم بصلة؟!
وقد ناقشت د.منى بسطاوي رواية ابن حبيب وذكرت أنها لا تطمئن إليها لستة أسباب:
«1-أن هذا المصدر أحادي، ولم يشر إلى الرواية أحد غيره من المصادر الأخرى الموثوق بها.
2-أن محمد بن حبيب ذكره دون تأييد، وداخله الشك فيه، وهو يرويه على الترجيح لا اليقين.([20])
3- ونحن نعرف ما حدث لعنترة بن شداد الذي كانت أمه حبشية، وما آل إليه أمره حيث كان العرب آنذاك يحتقرون أبناء الحبشيات وليس أمام أبنائهن سوى رعي الأغنام وحراسة الهودج.
4-أن المعاني والقيم التي أوردها المتلمس في شعره تنأى به عن أخلاق الحبشيين آنذاك بل كان يعبر عن نفس عربية لا تقبل الضيم ولا ترضى المهانة ولعلنا لا ننكر أثر الوراثة على أخلاق الصبي وتشبعه بمفاهيم أمه.
5-أنها لو كانت حبشية أو تنتمي إلى أصل حبشي لما أقدم رجل من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار على الزواج منها، لأنه كان بإمكانه أن يجعلها أمة له دون زواج.
6-أن إقامته في بني يشكر بن بكر بن وائل تضع حدا لهذه التساؤلات، فقد نشا المتلمس في بيت أخواله الذين ينتمون إلى بكر بن وائل ومن هو أعزة وأنفة ومكانة.»([21])
ويزول مثل هذا الإشكال لو كانت جدته أم أمه حبشية، فيكون خاله الحارث أخًا غير شقيق لأم المتلمس؛ لكن ابن حبيب نص على أم المتلمس وليس جدته.
ولو كانت أم المتلمس حبشية أو جدته أمّ أمِّه لاستغل ذلك خاله الحارث أمام الملك عمرو بن هند ولعيّره بأنه ابن أمة أو ابن حبشية؛ لكن خاله الحارث لم يتعرض لذلك مما يقوي أن تكون شقيقته.
وهذا يثير تساؤلًا خفيًا؛ لأن خاله الحارث تعرض لنسب المتلمس من جهة الأب «أوانًا يزعم أنه من بني يشكر، وأوانًا يزعم أنه من ضبيعة أضجم»([22])، فإذا كان الأمر كذلك فلِمَ افتخر المتلمس بأمه؟ وبدأ القصيدة بذكرها:
1 تُعيِّرني أمّي رجالٌ ولنْ تَرى * أخَا كرَمٍ إلَّا بأنْ يتكَرَّما 2 وَمَنْ يَكُ ذا عِرْضٍ كريمٍ فلَمْ يصُنْ * لهُ حسَبًا كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما 3 وهلْ ليَ أمٌّ غيْرُها إنْ ترَكْتُها * أبى اللهُ إلَّا أنْ أكُونَ لها ابْنَما والجواب عن هذا: أن الشاعر بدأ بذكر أمه والفخر بها؛ ليبين سلامة نسبه من جهة الأب، وأن أمه حرة كريمة تحفظ نفسها؛ كيلا يكون لخصومه مدخل عليه من جهة الأم.
وقد أوردت د.منى بسطاوي تعليلات أخرى لها وجاهتها: أن المتلمس نشأ في أخواله من بني يشكر، وزمنية الحوار الذي ترجح أنه تم بعد غضب عمرو بن هند على المتلمس وطرفة بن العبد، فأراد الحارث النجاة بنفسه، فقال هذه المقولة، فأردف عمرو بن هند مقولته تعقيبًا عليها شفاء للغل والحقد الذي يغلي في نفسه، وأن المتلمس لم يقبل ذلك بل هجا عمرو بن هند والحارث بن التوأم اليشكري أيضًا، كما تستند إلى رواية ذكرها ابن دريد عن الحارث وأنه كان شريرا لا يأبه بأحد.([23])
- نسب المتلمس من جهة الأب:
ثمة إشكال في نسب المتلمس إلى بطن من بطون ضبيعة، بناءً على رواية الديوان للبيت الرابع:
4 أَمُنتَقِلًا مِن آلِ بُهْثَة خِلتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما ووجه الإشكال أن رواية «أمنتقلًا» تفيد نسبة المتلمس إلى «آل بُهْثَة»، لا سيما مع ما ظاهره تأكيد الانتساب في عجز البيت، ثم البيت الذي يليه:
5 أَلا إنَّني مِنهُمْ وَعِرضِيَ عِرضَهُمْ * كَذي الأَنفِ يَحمي أَنفَهُ أَن يُكَشَّما([24])
ولهذا جزم د.محمد عبدالمنعم خفاجي ود.منى بسطاوي بنسبة المتلمس إلى «بُهْثَة» بناء على هذين البيتين([25]) علمًا أنهما حين أوردا نسب المتلمس لم يذكرا «بُهْثَة» في سلسلة النسب! ([26])
وهذه الراوية «أمنتقلًا من آل بُهْثَة» لا تتوافق مع سياق النسب للمتلمس؛ فقد ورد نسب المتلمس في المصادر مختلَفًا فيه فيما قبل «دوفن» جدّ جدِّه؛ واتفقت فيما بعد «دَوْفَنَ»، وقد أجمعت المصادر التي وقفت عليها على عدم إدراج «بُهْثَة» في عمود النسب للمتلمس.
ولإيضاح إشكال النسب سأعرض ثلاثة مستويات لنسب المتلمس:
أ) نسب المتلمس في المصادر مرتبة تأريخيًا.
ب) الأسماء الواردة في شعر المتلمس ممن لهم علاقة بنسبه من جهة الأب.
ت) مشجرة نسب المتلمس نقلًا عن ابن الكلبي.
أ) نسب المتلمس في المصادر مرتبة تأريخيًا:
1) ابن الكلبي(204هـ)([27])، وابن سلام الجمحي (231هـ)([28])، وأبو الحسن الآمدي (370هـ)([29])، وابن حزم (456هـ)([30])، وابن حمدون (562هـ)([31])، وابن عساكر (572هـ) ترجمة المتلمس([32]) برقم [9782] وترجمة ابنه عبدالمنان([33]) برقم [4278] ، وابن خلكان (681هـ) في (ترجمة الفرزدق)([34]):
جرير بن عبد المسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَنَ بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ الأضجم بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
1) أبو الفرج الأصفهاني (356هـ):([35])
جرير بن عبد المسيح بن عبد الله بن دَوْفَنَ بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
2) ابن ماكولا (475هـ):([36])
جريرُ بنُ عبدِ المسيحِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ دَوْفَنَ بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
3) ابن الشجري (542هـ):([37])
جرير بن عبدالعزى ويقال عبد المسيح بن عبدالله بن دَوْفَنَ بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بن نِزَارِ
- وممن فرق بين «بُهْثَة» و «دوفن»:
1) ابن دريد:([38])
«ومنهم بنو دَوْفَن، وبنو بُهْثَة....ومنهم: المتلمِّس الشاعر، واسمه جَرير بن عبد العُزَّى».
2) ابن قتيبة:([39])
«وأما ضبيعة بن ربيعة فولد: أحمس، والحارث ذا القلادة؛ فمن أحمس : جماعة رهط المسيّب بن علس الشاعر.
ومنهم: بُهْثَة، ودوفن رهط المتلمّس الشاعر، والحارث بن عبد الله بن دوفن، وكان سيّد ضبيعة في الجاهلية».
ولم أقف على نص أورد «بُهْثَة» ضمن عمود النسب.
و«بُهْثَة» ليس غريبًا عن نسب المتلمس؛ إذ «بُهْثَة» و«دوفن» من أبناء حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
ب) الأسماء الواردة في شعر المتلمس ممن لهم علاقة بنسبه من جهة الأب:
1) زَيْدُ بنُ دَوْفَن بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
وهو جد والد الشاعر (الثالث في سلسلة النسب)، وقد ورد مرة واحدة في شعر المتلمس في القصيدة محل البحث في البيت السابع عشر من رواية الديوان([40])، وفي البيت الأخير الثامن عشر من رواية الأصمعي([41]):
17 أَرى عُصَمًا مِن نَصرِ بُهْثَة دانِيًا * وَيَدفَعُني عَن آلِ زَيدٍ فَبِئسَ ما و«عُصَم» رجل من بني ضُبَيْعَة قال للمتلمس: «أنت من بني يشكر ولست منا».([42])
2) دوفن بن حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، وهو الرابع في سلسلة نسب الشاعر، ورد مرة واحدة في القصيدة التاسعة في البيت الثامن:([43])
8 وَعَلِمتُ أَنّي قَد مُنِيتُ بِنَيطَلٍ * إِذ قيلَ كانَ مِن الِ دَوفَنَ قَومَسُ
3) بُهْثَة بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، ورد في القصيدة محل البحث في البيت الرابع من رواية الديوان([44])، وفي البيت الخامس من رواية الأصمعي:([45])
2 أَمُنتَقِلًا مِن آلِ بُهْثَة خِلتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
وهذا البيت هو محل الإشكال في النسب، والمبحث التالي مخصص لمناقشته.
4) مُحَارِبُ بنُ بُهْثَة بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، ورد مرة واحدة في القصيدة السادسة عشرة في البيت الثاني:([46])
2 سَيَمنَعُها مِن أَن تَرُدَّ حَفيظَةً * فَوارِسُ صَعبٍ وَالكُماةُ مُحَارِبُ
وفي الشرح: «محارب بن عبدالقيس»، وعلق المحقق في الحاشية (5) : «بنو محارب : ينسبون إلى محارب بن عمرو بن وديعة بن لُكَيز بن أفصى بن عبدالقيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار».([47])
وليس في كتب النسب «محارب بن عبدالقيس»، والأرجح عندي أن «بن» تصحيفٌ لـ«من» فتكون الجملة «محارب من عبدالقيس» وهو يتوافق مع سلسة النسب؛ لكنه لا يتوافق مع محيط الشاعر؛ لأن بني محارب الذين من بني عبدالقيس لا يرتبطون مع الشاعر إلا في «ربيعة بن نزار» ، ويرتبطون مع أخوال الشاعر «بنو يشكر» في «أَفْصَى بن دُعْمِيّ بنِ جَدِيْلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَار».
والذي يترجح عندي أن المقصود بـ «محارب» في البيت هم : مُحَارِبُ بنُ بُهْثَة بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ؛ وذلك لسببين:
-السبب الأول: أنهم أقرب إلى الشاعر؛ إذ يلتقون معه في حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
- السبب الثاني : أن الشاعر أورد في البيت نفسه : فوارس «صعب»، وليس في بني عبدالقيس بطن اسمه «صعب»، وهناك «صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط» ويلتقون مع بني عبدالقيس في أَفْصَى بن دُعْمِيّ بنِ جَدِيْلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَار.
وهم في ضُبَيْعَةَ: صَعْب بن وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، ويلتقي بنو صعب مع بني محارب في : وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
5) صعب بن وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، ورد مرة واحدة في القصيدة السادسة عشرة في البيت الثاني:([48])
2 سَيَمنَعُها مِن أَن تَرُدَّ حَفيظَةً * فَوارِسُ صَعبٍ وَالكُماةُ مُحَارِبُ
وعلق المحقق في الحاشية (3) ([49]): «بنو صعب: نسبة إلى صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط، وصعب هو أخو يشكر بن علي بن بكر، وبنو يشكر هم أخوال المتلمس».
وهذا تفسير غير صحيح؛ لسببين:
1-السبب الأول: أن الشاعر لم يفتخر بأخواله([50]) وبينه وبينهم ما هو مذكور في مناسبة القصيدة، ولذا لم يرد لهم فخر في شعره فكيف يفخر بأبناء عمومة أخواله؟!
2-السبب الثاني: أن الشاعر قرن بين «صعب» و بين «محارب» وكلاهما مثبت في مشجرة نسب الشاعر؛ إذ يلتقون جميعًا في وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، وليس في بني بكر «محارب».
6) «وهب بن جُلَيّ»، و «عوف»، و «نذير» ابنا أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، وردوا في القصيدة الرابعة في البيت الثالث عشر:
13 لَو كانَ مِن آلِ وَهبٍ بَينَنا عُصَبٌ * وَمِن نَذيرٍ وَمِن عَوفٍ مَحاميسُ([51])
أما وهب فهو وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ؛ وهو السادس في سلسلة نسب الشاعر.
وأما «نذير» فعلق المحقق في الحاشية (4): «نذير: هو نذير بن بُهْثَة بن حرب بن وهب بن جلي بن أحمس، وسيرد ذكره في البيت الثاني عشر من القصيدة رقم 5 [صفحة 129]».
والذي ذكر هذا النسب «نذير بن بُهْثَة بن وهب بن حرب» هو المرزوقي([52]) والصاغاني([53])، ولم يرد في كتب النسب.
وورد «نذير» في القصيدة الخامسة في البيت الثاني عشر كما أشار المحقق:
12 يَكونُ نَذيرٌ مِن وَرائِيَ جُنَّةً * وَيَمنَعُني مِنهُم جُلَيٌّ وَأَحمَسُ([54])
قال المرزوقي :«قوله: "يكون نذير من ورائي" إلخ، هو نذير بن بُهْثَة بن وهب. وقيل: أراد بالنذير:المنذر ...». وكذا نقله البغدادي بنصه دون إشارة إلى المرزوقي.([55])
وأما «عوف» فعلق المحقق في الحاشية (5): «عوف هو عوف بن عامر، وقد ذكر في البيت الرابع من القصيدة رقم 7 [صفحة 158 ]».
والذي يترجح عندي أن «نذير»، و «عوف» هما ابنا أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، لا سيما أنه قرنهما بـ«آل وهب»، وهم آل وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ.
7) جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ نِزَارِ، ووالده «أحمس»، ورد ذكره في القصيدة الخامسة في البيت الثاني عشر:
12 يَكونُ نَذيرٌ مِن وَرائِيَ جُنَّةً * وَيَمنَعُني مِنهُم جُلَيٌّ وَأَحمَسُ([56])
وورد «أحمس» في القصيدة التاسعة في البيت التاسع كما أشار المحقق:
9 وَفَرَرتُ خَشيَةَ أَن يَكونَ حِباؤُهُ * عارًا يُسَبُّ بهِ قَبيليَ أَحمَسُ([57])
8) بنو ضبيعة: وردوا في القصيدة الثالثة عشرة في البيت الأول:
1 أَبلِغ ضُبيعَةَ كَهلَها وَوَليدَها * وَالحَربُ تَنبو بِالرِجالِ وَتَضرِسُ([58])
وفي القصيدة السابعة في البيت السابع:
9 أَلِكني إِلى قَومي ضُبَيعَةَ إِنَّهُم * أُناسي فَلومُوا بَعدَ ذَلِكَ أَو دَعُوا([59])
وفي القصيدة التاسعة البيت العاشر:
9 وَتَرَكتُ حَيَّ بَني ضُبَيعَةَ خَشيَةً * أَن يُوتَروا بِدَمي وَجِلدِيَ أَملَسُ([60])
ج) مشجرة نسب المتلمس:
- ثالثًا: تحليل رواية البيت محل الإشكال:
في البيت لفظتان لا يتضح معهما المعنى إلا إذا تركبتا في جملة:
- اللفظة الأولى : «أَمُنتَقِلًا» ، وروي «أَمُنتَفِلًا»، و «أَمُنتَفيًا».
- اللفظة الثانية : « آل»، وروي «نصر».
وهذه روايات البيت حسب المصادر التي وقفت عليها:
1) الديوان:
أَمُنتَقِلًا مِن آلِ بُهْثَة خِلتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
وفيه:«قال أبو إسحاق: ويروى: أمنتفلا بالفاء».([61])
2) المخطوطتان (ب)، و (ج) من الديوان :
أَمُنتَفلًا مِن آلِ بُهْثَة خِلتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما وفيهما : «ويروى أمنتفيًا من نصر بُهْثَة ... والمنتفل والمنتفي والمبترئ سواء، قال الأعشى : لا تلفنا من دماء القوم ننتفل».([62])
3) أساس البلاغة (نفل)([63])، ولسان العرب نقلًا عن العين([64]) (نفل)، والأصمعيات([65])، ومعجم مقاييس اللغة (نفى) ([66])، والحماسة البصرية([67]):
أَمنْتفِلاً من نَصْر بُهْثَة خِلْتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
وأشار محققا الأصمعيات إلى أن النسخة الاستشراقية المطبوعة المرموز لها بـ(ط) «أمنتقلا»، وعلقا بأنها إحدى الروايتين.
4) مختارات شعراء العرب:([68])
أَمنْتفِيًا من نَصْر بُهْثَة خِلْتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
وأشار إلى رواية «أمنتفلًا».([69])
5) أورد البغدادي([70]) نقلًا عن شارح جمهرة الأشعار: «يقال: انتفل وانتفى بمعنًى واحد، كما قال:
أَمنْتفِلاً عن نَصْر بُهْثَة خِلْتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
- تحقيق الروايات:
أما راوية «آل»:
........ من آل بُهْثَة خِلْتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
فمشكلة؛ لأن المتلمس لا ينتسب إلى آل بُهْثَة كما سبق بيانه؛ إذ جد جده «دَوْفَن» أخ لـ«بُهْثَة» ويجتمعان في حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ.
ولهذا تترجح رواية «نصر»:
........ من نصر بُهْثَة خِلْتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
وأما قوله «ألا إنني منهم» وتكرار ذلك في البيت الذي يليه فيُخَرَّج على عموم الانتساب إلى الفخذ، ولا زالت البادية اليوم يستخدمون هذا الأسلوب فيقولون عن فرد من فخذ موازٍ لهم «فلان منا» ولا يعنون أنه من فخذهم الأدنى بل يعنون به الانتساب إلى الجد الجامع بينهما.
وأما تخصيص (بُهْثَة) دون غيرها من البطون فأرجح أنه بسبب مقولة (عُصَم الضُّبَعِيّ) الذي قال للمتلمس:«أنت من بني يشكر ولست منا».([71]) وعُصَم هذا أرجح أنه من (بُهْثَة) لأن المتلمس قال في البيت:
17 أَرى عُصَمًا مِن نَصرِ بُهْثَة دانِيًا * وَيَدفَعُني عَن آلِ زَيدٍ فَبِئسَ ما
فاستغل خصوم المتلمس هذه العدواة بين المتلمس وبين عُصَم؛ لإذكاء التفرقة بينهم، فكان رد المتلمس بأنه لا ينتفل عن نصر بُهْثَة بسبب هذه الحادثة وأكد قوة علاقته بهم وهم من أقرب الناس إليه.
أما روايات اللفظة الأولى : «أمنتقلًا، أمنتفِلًا، أمنتفيًا»
فإني أرجح رواية «أمنتفِلًا» ليصبح البيت:
أمنتفِلًا من نصر بُهْثَة خِلْتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما
وذلك أن الانتفال للمعونة والنصر.([72])
ثم رواية «أمنتفيًا».
أما رواية «أمنتقلًا» فهي لا تتوافق مع «مِن نَصْرِ» بل هي راوية قوية مع «مِن آلِ بُهْثَة»، ولو كانت رواية «مِن آلِ بُهْثَة» هي الأقوى لكانت «منتقلًا» أرجح الروايات.
ولهذا فالاحتمال كبير جدًا في أن تكون «أمنتقلًا» مصحفة عن «أمنتفلًا».
- رابعًا : ترجيح الروايات في أبيات القصيدة:
إن ترجيح الروايات في أبيات القصيدة لا يلزم منه أن تكون الرواية المرجَّحة هي التي تكلم بها الشاعر؛ فقد يتصرف الرواة في بعض الألفاظ فتكون أجود مما قاله الشاعر أو أقل جودة.
ومن أمثلة ما يمكن أن يكون أجود مما نطق به الشاعر الخبرُ الوارد بين أبي عمرو بن العلاء والأصمعي حين قرأ عليه شعر الحطيئة:
أغَرَرْتَني وزعمتَ أنـ * ـنكَ لابِنٌ بالصّيْفِ تامِرْ فصحَّفه إلى:
أغَرَرْتَني وزعمتَ أنـ * ـنك لا تَني بالضّيْفِ تامُرْ
فقال أبو عمرو : إذا صحفتم فصحفوا مثل هذا.([73])
ومثال ما غيره الرواة مما هو أقل مما تكلم به الشاعر خبر ذي الرمة حين قال لعيسى بن عمر: اكتبْ شِعري؛ فالكتابُ أحبُّ إليَّ من الحفظ، لأنّ الأعرابيَّ ينسى الكلمةَ وقد سهر في طلبها ليلَته، فيضَعُ في موضعها كلمةً في وزنها، ثم يُنشِدها الناسَ، والكتاب لا يَنْسَى ولا يُبدِّلُ كلاماً بكلام.([74])
وفيما يلي روايات القصيدة مرتبة حسب ترتيب أبيات الديوان([75]):
1 يُعيِّرُني أمِّي رِجالٌ ولا أَرى * أَخا كَرَمٍ إلِاّ بِأَن يَتَكَرَّما([76])
روي «تُعَيِّرني أمي رجال ولن ترى».
وهنا لفظان:
1) اللفظ الأول «تُعَيِّرُنِي» وورد في أصل الديوان «يُعَيِّرُنِي». ورواية «تعيرني» أجود؛ وذلك لمناسبة التأنيث الحقيقي في الأم؛ فلما عيّروه بما هو مؤنث ناسب أن يخاطبهم بالمؤنث كأنه جعل الرجال بمنزلة المؤنث الذي يُعَيِّرُون به.
2) اللفظ الثاني: «ولا أرى»، ورواية «ولن ترى» أجود؛ لأن من عادة العرب التجريد([77]) في مثل هذه المواضع لا سيما أن الشاعر يريد إشراك غيره معه في صحة الحكم، أما راوية المتكلم «ولا أرى» فلا تتناسب مع الحادثة وتجعل الحكم مختصًا بالشاعر.
2 وَمَن كانَ ذا عِرضٍ كَريمٍ فَلم يَصُن * لَهُ حَسَبًا كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما([78])
في البيت لفظتان:
الأولى: «ومن يكُ ذا».
الثانية: في اللسان «حسب» نقلًا عن تهذيب اللغة:([79])
ومَن كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ وَلَمْ يَكُنْ * لَه حَسَبٌ كَانَ اللَّئِيمَ المُذمَّما
وفي المطبوع من تهذيب اللغة «ومن كان ذا أصل».
- ورواية «ومن كان» أجود؛ لإثبات أن الكرامة تالدة وليست طريفة، ولمناسبتها جواب الشرط «كان اللئيم المذمما»، وفي الشعر الجاهلي يكثر التوافق في زمن الفعل بين فعل الشرط وجوابه في المضارع؛ فمن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ * عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ([80])
وقول عروة بن الورد:
وَمَن يَكُ مِثلي ذا عِيالٍ وَمُقتِرًا * مِنَ المالِ يَطرَح نَفسَهُ كُلَّ مَطرَحِ([81])
وقول سلامة بن جندل:
فَمَن يَكُ ذا ثَوبٍ تَنَلهُ رِماحُنا * وَمَن يَكُ عُريانًا يُوائِل فَيَسبِقِ([82])
- ورواية «ذا عِرض كريم» أجود من رواية «ذا أصل»، و«ذا نَسْب»؛ لمناسبة العِرض مقام الأم في مطلع القصيدة.
- ورواية «فلم يصن» أجود من رواية «ولم يكن»؛ لترتب اللؤم على عدم صيانة الحسب، وصيانة الحسب منشؤها كرم العِرض.
3 أَحارِثُ إِنّا لَو تُشاطُ دِماؤُنا * تَزَيَّلنَ حَتّى لا يَمَسَّ دَمٌ دَما([83])
في البيت لفظتان:
أ- اللفظة الأولى: «تشاط» بالشين، وروي «تساط» بالسين؛ وهي أجود؛ قال ابن فارس: «السين والواو والطاء أصلٌ يدلُّ على مخالطة الشَّيءِ الشيءَ. يقال سُطت الشّيءَ: خلطتُ بعضَهُ ببعض».([84])
وأوردت المعجمات العربية بيتًا لكعب بن زهير شاهدًا على «ساط» :
لَكنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ منْ دَمِهَا * فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخلافٌ وتَبْديلُ([85])
وقال ابن فارس في (شوط): «الشين والياء والطاء أصلٌ يدلُّ على ذَهاب الشيء، إمّا احتراقًا وإما غَيْرَ ذلك».([86])
ب- اللفظة الثانية: «تَزَيَّلْن» وروي «تزايلن»، ورواية الديوان «تزيلن» أجود؛ لأن تضعيف العين فيه زيادة في المعنى، وفي القرآن الكريم {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }[الفتح:25] قال ابن جني: «كأن (مُتَجَنِّفًا) أبلغ وأقوى معنى من (مُتَجَانِف)؛ وذلك لتشديد العين، وموضوعها لقوة المعنى بها نحو (تَصوَّن) هو أبلغ من (تَصَاوَنَ)؛ لأن (تَصَوَّنَ) أوغل في ذلك، فصح له وعرف به، وأما (تَصَاوَنَ) فكأنه أظهر من ذلك».([87])
وهناك نص مضطرب يرجح رواية «تزايلن»، قال ابن سيده : «وتَزَيَّلَ القَوْمُ تَزَيُّلاً وتَزْيِيلاً، أَي: تَفَرَّقُوا. الأَخِيرةُ حِجازِيَّةٌ، رَوَاها اللِّحْيانِيُّ، قال: وَرَبيعَةُ تَقُولُ: تَزَايَلَ القَوْمُ تَزَايُلاً، وأَنْشَدَ للِمُتَلَمِّس:
أَحَارِثُ إناَ لو تُساطُ دِمَاؤُنا * تَزيَّلْنَ حَتَّى ما يَمَسٌّ دَمٌ دَمَا قال: ويُنْشَدَ: تَزَايَلْنَ».([88])
ووجه الاضطراب أن اللحياني حكى أن ربيعة تقول «تزايل» ثم أنشد بيت المتلمس على غير لغة ربيعة «تزيلن» ثم ذكر رواية ربيعة بصيغة « وينشد : تزايلن». وقد يكون الاضطراب من ابن سيده رحمه الله في نقله من كتاب النوادر للحياني.
4 أَمُنتَقِلًا مِن آلِ بُهْثَة خِلتَني * أَلا إِنَّني مِنهُم وَإِن كُنتُ أَينَما([89])
سبق بيان أن رواية «أمنتفلًا مِن نَصْرِ بُهْثَة» هي الأرجح في المبحث السابق.
5 أَلا إنَّني مِنهُمْ وَعِرضِيَ عِرضَهُمْ * كَذي الأَنفِ يَحمي أَنفَهُ أَن يُكَشَّما([90])
في البيت لفظة واحدة: «يكشما»، ويروى «يصلما»، ويروى «يهشما».
ورواية «يكشما» أجود الروايات؛ لاختصاص كشم بـ« قَطْعُالأنْفِباسْتِئْصالٍ».([91])
أما رواية «يصلما» تأتي في مرتبة ثانية؛ إذ يطلق الصلم على قطع الأنف والأذن وأكثر ما يطلق على الأذن.([92])
وأما «يهشما» فأقل الروايات جودة؛ لأن التهشيم يطلق على عموم الكسر.([93])
6 وَإِنَّ نِصابي إِن سَألتَ وَأُسرَتي * مِنَ الناسِ حَيٌّ يَقتَنونَ المُزَنَّما([94])
في البيت ثلاثة ألفاظ:
أ- اللفظة الأولى: «نصابي» ويروى «قناتي»، ورواية «نصابي» أجود؛ لدلالتها على الأصل إذا جعل كرم أصله معروفًا باقتنائهم الإبل الكريمة المزنمة.
وأما «قناتي» فتحتمل معنين: الأول ما يقتنى وقد استشهد الأزهري بهذه الرواية لهذا المعنى([95]). والمعنى الآخر: القوة وكثيرًا ما يرد في الشعر الجاهلي التعبير مجازا عن القوة والمنعة بالقناة قناة الرمح كما قال عمرو بن كلثوم:
فإن قناتنا يا عمرو أعيت * على الأعداء قبلك أن تلينا([96])
ب- اللفظة الثانية: «ومنصبي»، ورواية «وأسرتي» أجود؛ لأن الشاعر يفتخر بجَمْعٍ لا بنفسه، لذا تناسب «أسرتي» أكثر من «منصبي» الدالة على الفردية.
ج- اللفظة الثالثة: «من الناس حي» وروي «من الناس قوم».
ورواية «حي» أجود لأن «قوم» عامة و«حي» تطلق على بني أب أو شعب([97])، والشاعر هنا يفخر بانتسابه الأدنى وليس الأبعد، فلو كان يفتخر بربيعة لناسب استخدام «قوم». وقد استعمل الشاعر اللفظتين في شعره.
7 وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ * أَقَمنا لَهُ مِن مَيلِهِ فَتَقَوَّما([98])
في البيت ثلاث روايات:
1- «أقمنا له من صعر».
2- «أقمنا له من خده».
3- «أقمنا له من درئه».
ورواية «من ميله» أجود؛ لمناسبة التقويم، إذ الميل يشمل الصعر في الخد.
أما رواية «من صعره» ورواية «من خده» فغير شاملة الجمع بين التصعير والخد.
ورواية «من درئه» عامة؛ إذ الدرء يطلق على معانٍ متعددة منها العوج، قال الصاغاني:«الدَّرْءُ العوج، يُقال: أقمت درء فلان -بالفتح-: أي اعْوِجاجه... »، ثم ذكر البيت ثم قال:«والرواية الصحيحة: من مَيْلِه».([99])
8 لِذي الحِلمِ قَبلَ اليَومِ ما تُقرَعُ العَصا * وَما عُلِّمَ الإِنسانُ إِلا لِيَعلَما([100])
9 وَلو غَيرُ أَخوالي أَرادوا نَقيصَتي * جَعَلتُ لَهُم فَوقَ العَرانينِ مِيسَما([101])
اتفق المصادر على رواية البيتين.
10 وَهَل لِيَ أُمٌّ غَيرُها إِن تَرَكتُها * أَبَى اللَهُ إِلاّ أَن أَكونَ لَها اِبنَما([102])
في البيت لفظة واحدة:
روي: «إن ذكرتها» أوردها المحقق نقلًا عن الأغاني، وقد سبق بيان([103]) أن الأغاني لم يرد فيه إكمال ترجمة المتلمس. وهي رواية لا معنى لها.
ورواها ابن جني([104]):«إن هجوتها» وهي رواية فاسدة لا تتناسب مع سياق البيت.
11 وما كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ * بكفٍّ لَهُ أخْرَى فأصبَحَ أجْذَما([105])
روي :
1) «وما كنت»، وهي رواية الديوان ومصادر التخريج.
2) « وهل كنت إلا» وردت في اللسان (جذم) والزهرة.
وكلتاهما روايتان جيدتان.
وأرجح أن «وما كنت» أجود ههنا؛ لأن الشاعر لا يستنكر عليه أحد فعله، وإنما يستخدم أسلوب الاستفهام لدلالة النفي «وهل كنت إلا» إذ تضمن النفي معنى الاستنكار([106])، كقوله تعالى {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}[الرحمن:60]، وكقول دريد بن الصمة:
وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت * غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ([107])
فإن كون الرجل يغوى مع قومه إذا غووا باعث للاستنكار، لذا ناسب النفي بالاستفهام «وهل ... إلا».
وكقول لبيد بن ربيعة:
تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما * وَهَل أَنا إِلّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر([108])
فإن الخلود في الحياة باعث للاستنكار.
وكقول الحارث بن ظالم المري:
5 علوت بذي الحيات مفرق رأسه * وهل يركب المكروه إلا الأكارم([109])
وقبله:
3 حسبتَ أبا قابوس أنك سالمٌ * ولما تُصِبْ ذُلًّا وأنفك راغمُ
4 فإن تك أذوادٌ أُصِبْنَ وصبيةٌ * فهذا ابن سلمى رأسه متفاقمُ
فلما كانت غلبة الظن بالسلامة لدى المخاطب، وأن الأكارم لا يتلبس بهم المكروه ناسب استخدام الاستفهام لتقرير المعنى المستنكر في ذهن المتلقي.
ومثله قول زهير بن أبي سلمى:
وَهَل يُنبِتُ الخَطِّيَّ إِلّا وَشيجُهُ * وَتُغرَسُ إِلّا في مَنابِتِها النَخلُ([110])
وقبله:
سَعى بَعدَهُم قَومٌ لِكَي يُدرِكوهُمُ * فَلَم يَفعَلوا وَلَم يُليموا وَلَم يَألوا
فَما يَكُ مِن خَيرٍ أَتَوهُ فَإِنَّما * تَوارَثَهُ آباءُ آبائِهِم قَبلُ
فلما كانت وراثة المكارم مظنة للسؤال عن امتدادها فيمن بعدهم ناسب استخدام الاستفهام.
أما الإقرار لتأكيد الإثبات فيناسبه القصر بالنفي كقول المتلمس في القصيدة محل البحث:
......................... * وما علم الإنسان إلا ليعلما
وكقول امرئ القيس:
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي * بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ([111])
وقول زهير بن أبي سلمى:
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ * وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ([112])
عروة بن الورد:
وَما طالِبُ الأَوتارِ إِلّا اِبنُ حُرَّةٍ * طَويلُ نَجادِ السَيفِ عاري الأَشاجِعِ([113])
وكقول قيس بن الحدادية:
وَما رَاعَني إِلّا المُنادي أَلا اِظعَنوا * وَإِلّا الرَواغي غُدوَةً وَالقَعاقِعُ([114])
وكقول المتلمس:
فَما الناسُ إِلاّ ما رَأَوا وَتَحَدَّثوا * وَما العَجزُ إِلا أَن يُضاموا فَيَجلِسُوا([115])
فالمتلمس يريد تسويغ عدم هجائه لأخواله؛ وذلك بتأكيد حالته بحالة قاطع كفه، لذا كان استخدام النفي بالقصر أجود ههنا من النفي بالاستفهام.
12 فَلَمّا استَقادَ الكَفَّ بِالكَفِّ لَم يَجِد * لَهُ دَرَكًا في أَن تَبِينا فَأَحجَما ([116])
13 يَداهُ أَصابَت هَذِهِ حَتفَ هذهِ * فَلَم تَجِدِ الأُخرى عَلَيها مُقَدَّما([117])
اتفقت المصادر على رواية البيتين.
14 فَأَطرَقَ إِطراقَ الشُجاعِ وَلو يَرَى * مَساغاً لِنابَيهِ الشُجاعُ لَصَمَّما([118])
روي «ولو رأى». ورواية «يرى» أجود؛ وذلك لأن الأصل في (لو) أن يليها الماضي فإذا وليها المضارع كان لغرض بلاغي، ومن الأغراض البلاغية في ذلك استمرار الفعل فيما مضى وقتًا فوقتًا([119])، وفي البيت يفيد معنى استمرار التربص، ويؤيد هذا قول أوس بن حجر:
وَمُستَعجِبٍ مِمّا يَرى مِن أَناتِنا * وَلَو زَبَنَتهُ الحَربُ لَم يَتَرَمرَمِ([120])
وقول عمرو بن شأس الأسدي:
وَأَطرَقتُ إِطراقَ الشُجاعِ وَلَو يَرى * مَساغاً لِنابَيهِ الشُجاعُ لَقَد أَزَم([121])
15 وَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَكونَ لِعَقبِهِمْ * زَنيمًا فَما أُجرِرتُ أَن أَتَكَلَّما([122])
في البيت أربعة ألفاظ:
أ- الأولى: «كنتُ أرجو» بصيغة المتكلم في (كنت)، ويروى بصيغة المخاطب «كنتَ ترجو».
ب- الثانية: «لعقبهم» وروي «لعقبكم».
ج- الثالثة:«زنيمًا»، وروي «زعيمًا».
د- الرابعة:«أجررت» وروي «أحرزت».
والأولى والثانية مترابطتان، وورد في الشرح : «ويروى «لعقبكم». والزنيم: المعلق في القوم ليس منهم» .
والبيت برواية الديوان فاسد المعنى؛ إذ كيف يرجو الشاعر أن يكون زنيمًا؟! وكيف يتمنى أن يكون معلقًا في القوم ولا يمنعه أحد من الكلام؟! وأتعجب من محقق الديوان أن يقر مثل هذه الرواية.
ومدار الروايات التي تؤثر في المعنى على لفظتين : «كنتُ أرجو/كنتَ ترجو»، و «زِنِيمًا/زعيمًا»:
- ورواية:«وقد كنتَ ترجو» يخاطب الحارث اليشكري، وهذه الرواية أجود الروايات مع «لعقبكم»، فتكون:
وَقَد كُنتَ ترجو أَن أَكونَ لِعَقبِكمْ * زَنيمًا فَما أُجرِرتُ أَن أَتَكَلَّما
وسبب جودتها أن مناسبة القصيدة تتفق مع السياق؛ فإن الحارث في مقولته «أوانًا يزعم أنه من بني يشكر، وأوانًا يزعم أنه من ضبيعة أضجم» جعل صفة الزنيم بالشاعر ملاصقة له، ثم أتت مناسبة جملة «فَما أُجرِرتُ أَن أَتَكَلَّما» لتؤكد أن الشاعر لن يمنعه أحد من الكلام ردًا على ما يرجوه خاله الحارث.
- وروي البيت في الأصمعيات:
وَقَد كُنتُ أرجو أَن أَكونَ لِخَلْفِكمْ * زعيمًا فَما أُجرِرتُ أَن أَتَكَلَّما
وهي أقل جودة من سابقتها.
والرواية الرابعة رواية «فما أُجْرِرْتُ»، و «ما أُحْرِزْتُ»: ورواية أجررت بالجيم أجود؛ لأن الإجرار شق لسان، وأصله أن يشق طرف لسان الفصيل أو الجدي لئلا يرضع، أما الإحراز فالمنع فقط.
16 لِأُورِثَ بَعدي سُنَّةً يُقتَدَى بِها * وَأَجلوَ عَن ذي شُبهَةٍ أَن تَوَهَّما([123])
في البيت ثلاثة ألفاظ:
1- «يهتدى بها».
2- «وأجلو عمى ذي شبهة».
3- «أن يفهما».
ورواية «يهتدى بها» أجود؛ لأن الاهتداء يطلق على الخير، أما الاقتداء فيكون في الخير والشر، ولذا ورد في القرآن الكريم الأمر بالاقتداء بالهدي {فبهداهم اقتده}[الأنعام:90] أي : اقتدِ الهدي.
ورواية «وأجلوَ عن ذي شبهة» أجود؛ لأن رواية «وأجلوْ عمى ذي» يلزم منها تسكين الواو والفعل منصوب عطفًا على «لأورث». كما إن هذه الرواية فيها تخصيص الجلاء بالعمى، أما رواية الديوان فهي عامة لكل جلاء.
ورواية «يفهما» و«توهما» مناسبتان لجلاء الشبهة.
وضبطت «أن»في المطبوع من مختارات شعراء العرب([124]) بكسر الهمزة «إن» على الشرطية، وهو ضبط مرجوح؛ لأن الوهم إنما يدخل صاحب الشبهة، وأما تعليق الجلاء بحصول التوهم فلا يتناسب مع مراد الشاعر.
18 أَرى عُصَمًا مِن نَصرِ بُهْثَة دانِيًا * وَيَدفَعُني عَن آلِ زَيدٍ فَبِئسَما([125])
في البيت ثلاثة ألفاظ:
1- روي «في نصر».
2- روي «دائمًا»، و«دائبًا»، و«دانيًا»، و«دائيًا».
3- روي «وتعذلني في آل زيد»، وفي اللسان «وتنفلني من آل زيد».
- والرواية الأولى والثانية مترابطتان؛ إذ «من نصر» تتوافق مع «دانيًا»، و«في نصر» تتوافق مع «دائبًا».
ورواية «في نصر ... دائبًا» أجود؛ لأنها تعني الاستمرار في نصرة بُهْثَة، أما رواية «من نصر ... دانيًا» فتعني أنه قريب من النصرة وليس داخلا فيها.
- ورواية «وتعذلني في نصر زيد» أجود؛ لسببين:
السبب الأول: أن عُصَم نفى المتلمس من ضبيعة وليس عن آل زيد فقط؛ لأنه قال له:«أنت من بني يشكر ولست منا» فلهذا تضعف رواية «ويدفعني عن آل زيد»، ورواية «وتنفلني من آل زيد».
السبب الثاني: أن في البيت التفاتًا من الغيبة إلى الخطاب، للمقارنة؛ فالمتلمس يوجه الكلام إلى خاله الحارث؛ فعُصَم دائب في نصر بُهْثَة، ولا يعذله أحد والمتلمس ينصر عشيرته الأقربين «آل زيد» فيعذله خاله، ولذا شنع المتلمس هذا الفعل «فبئس ما».
19 إِذا لَم يَزَل حَبلُ القَرينَينِ يَلتَوي * فَلا بُدَّ يَوماً مِن قُوىً أَن تُجَذَّما([126])
روي «للقوى» في الأصمعيات وهي أجود، والقوى بضم القاف وكسرها: الخصلة الواحدة من خصال الحبل.
أما رواية «من قوى» فيكون نسق الكلام فيها:«فلا بد يومًا أن تُجذم الحبل من قواه وهي خصاله. أي يُقطع الحبل من خصاله». ففيه نسبة التجذم إلى مجهول.
أما رواية (للقوى) فيكون نسق الكلام فيها:«فلا بد يومًا أن تتجذم قوى الحبل، أي تتقطع من نفسها» ففيه نسبة التجذم إلى القوى
وقد ضبطت المصادر «تُجَذَّما» بالمبني للمجهول، وهو ضبط مرجوح عندي؛ إذ يجعل سبب القطع لجهة خارجية، والأجود الضبط للمعلوم «فلا بد يوما للقوى أن تَجَذَّما» بالبناء للمعلوم فينسب القطع إلى الحبل لا إلى قوة خارجية، كما أنه يتناسب مع البناء للمعلوم في «يلتوي» فالحبل يلتوي ويتجذم، والمعنى: مع الالتواء تتقطع خصال الحبال من شدة الالتواء.
20 إِذا ما أَديمُ القَومِ أنَهَجَهُ البِلَى * تَفَرَّى وَإِن كَتَّبتَهُ وَتَخَرَّما([127])
روي «ولو كتبته»، ورواية «وإن كتبته» هنا أجود.
ولم أقف على من درس تركيب (أسلوب الشرط مع لو) و(أسلوب الشرط مع إنْ)([128])، وقد تتبعت هذا الأسلوب في الشعر الجاهلي وتوصلت إلى تفريق أراه متسقًا؛ وهو أن:
- أسلوب (الشرط) مع (لو): لتأكيد أشد حالات ما بعد الشرط مع تمني عدم إرادة وقوعه.
- وأسلوب (الشرط) مع (إن) : لتأكيد أشد حالات ما بعد الشرط مع تمني إرادة وقوعه غالبًا.
ودليل هذا التفريق ما يلي:
1- قال معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب المعروف بمعود الحكماء:
23 إِذا نَزَلَ السَحابُ بِأَرضِ قَومٍ * رَعَيناهُ وَإِن كانوا غِضابا([129])
فاستخدم (وإن) لإرادة تحقق الوقوع (كون القوم غضاب دليل على شدتهم) لإظهار عزة قومه، ولو استخدم (ولو) لكان لشيء لا يريد تحققه وهذا خلاف مراد الشاعر.
2- قال عروة بن الورد:
إِذا آذاكَ مالُكَ فَاِمتَهِنهُ * لِجاديهِ وَإِن قَرَعَ المَراحُ([130])
فعروة يدعو إلى بذل المال للطالبين، ولتأكيد هذه الدعوة في أشد حالتها استخدام (وإن) لتأكيد الجود بالمال مع قلته.
3- قال علباء بن أرقم اليشكري:
4 تَرِبَت يَداكِ وَهَل رَأَيتِ لِقَومِهِ * مِثلي عَلى يُسري وَحينَ تَعِلَّتي([131])
5 يومًا إِذا ما النائِباتُ طَرَقنَنا * أَكْفَى بِمَعضِلَةٍ وَإِن هِيَ جَلَّتِ
فالشاعر يجعل نفسه الأكفأ للمعضلة ثم يؤكد كفاءته بأشد الحالات وهي المعضلة العظيمة.
4- قال خداش بن زهير العامري:
7 وَإِنّي إذا ابنُ العَمِّ أَصبَحَ غارِمًا * ولَو نالَ مِنّي ظِنَّةً لا أُهاجِرُه([132])
فخداش يؤكد أنه لن يهجر ابن العم إذا أصبح غارمًا، ثم أكد عدم الهجر في أشد الحالات وهي أن يظن به ابن عمه السوء مع عدم تمني أن تقع الظنة، لذا استخدم (لو).
5- قال عدي بن الرقاع:
31 يا اِبنَ الخَليفَةِ إِنّي قَد تَأَوَّبَني * هَمٌّ أَعانَ عَلَيَّ السُقمَ وَالسَهَرا([133])
32 فَلا أَنامُ إِذا ما اللَيلُ أَلبَسَني * وَلَو تَغَطَّيتُ حَتّى أَعرِفَ السَحَرا
فاستخدم الشاعر (لو) لتأكيد عدم النوم مع التغطية مع عدم إرادته حدوث التغطية لأنها مظنة النوم،ولو قال (إن) لقصد تحقق التغطية.
6- قال أبو قيس بن رفاعة:
1 إذا ذكرت أمامةُ فرطَ حولٍ * ولو بعدت محلتها غَريتُ([134])
فالشاعر يذكر أنه مولع بـ«أمامة» حتى بعد مرور حول، ثم أكد بأن الولع واقع ولو صارت بعيدة مع عدم تمني أن تبعد محلتها، ولو قال «وإن» لأراد تحقق بعدها وهو خلاف مراد الشاعر.
ومما يؤيد التفريق الذي توصلتُ إليه حديث أبي ذر رضي الله عنه في صحيح البخاري([135]): «...قال: ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق».
فالرسول صلى الله عليه وسلم استخدم (وإن) ههنا؛ لأن مقصوده صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة هو تأكيد دخول الجنة لمن لا يشرك بالله شيئًا مع تحقق وقوع أشد حالات المعصية.
ولو قال صلى الله عليه وسلم «ولو زنى ولو سرق» لكن فيه عدم تمني إرادة وقوع المعصية، وهو خلاف المراد من تأكيد الشرط.
وهناك بعض النصوص يتطرق إليها التأويل لتتوافق مع قاعدة التفريق، منها:
7- قول الأخطل:
49 قَومٌ إِذا حارَبوا شَدّوا مَآزِرَهُم * عَنِ النِساءِ وَلَو باتَت بِأَطهارِ([136])
فالشاعر يصف الممدوحين بالعزم في الحرب وأنهم في حالة الحرب لا يقربون نساءهم ثم أكد عدم القرب في أشد حالاتها وهي طهر النساء الذي هو مظنة الغشيان.
فالشاعر استخدم هنا (لو) التي تفيد عدم تمني وقوع الطهر، وكان الأنسب أن يستخدم (وإن) لتأكيد مضيهم في الحرب حتى مع هذه الحالة.
لكن لما كان الطهر مظنة المواقعة التي هي مقصد اللذة ناسب أن يستخدم الشاعر (لو) لمراعاة مقام الممدوحين؛ وذلك بعدم تمني وقوع الطهر كي لا تفوت اللذة على ممدوحيه.
والمتلمس في البيت يريد تأكيد وقوع التخرم للأديم حتى مع أشد الحالات وهي إصلاح الأديم، الذي يريد حصوله كي يثبت التخرم مع الإصلاح.
لذا كانت رواية «وإن كتبته» ههنا أجود من «ولو كتبته».
- نتائج البحث:
1) الحاجة إلى مراجعة نقدية للكتب التراثية المحققة، والمجلات العلمية الأدبية تزخر بمثل هذه المراجعات.
2) الحاجة إلى مراجعة نقدية للداراسات الأدبية السابقة، واقتراح أن تتولى الأقسام الأدبية قبول تسجيل الرسائل في مراجعة الدراسات الأدبية؛ لقلة هذه المراجعات مقارنة بالمراجعات النقدية للكتب التراثية المحققة.
3) الحاجة إلى مراجعة نقدية لنصوص التراث العربي، لمعرفة مدى دقة المعلومات الواردة فيها؛ فابن حبيب نص على أن أم المتلمس حبشية ومن خلال البحث تبين أن هذا الحكم غير مطابق.
4) أن بعض الأحكام قد يتواطؤ على إيرادها مجموعة من الدارسين وهي غير صحيحة.
5) الاستفادة من كتب النسب والأخبار في فهم الشعر.
6) أهمية دراسة الروايات في الأبيات الشعرية دراسة أدبية بلاغية، وعدم الاكتفاء بإيرادها فقط.
- المصادر والمراجع:
1) أساس البلاغة، تأليف أبي القاسم جار الله محمود بن عمر بن أحمد الزمخشري (518هـ)، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1419هـ-1998م
2) أسلوب الشرط بين البلاغيين والنحويين، تأليف الدكتور فتحي بيومي حمودة، دار البيان العربي، جدة، المملكة العربية السعودية 1406هـ-1985م
3) الاشتقاق، لأبي بكر محمد بن السن بن دريد (223هـ-231هـ)، تحقيق وشرح عبدالسلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1411هـ-1991م
4) الأصمعيات، اختيار الأصمعي أبي سعيد عبدالملك بن قريب بن عبدالملك (216هـ)، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة، بلا تأريخ
5) الأغاني، لأبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (356هـ)، دار الكتب المصرية، بلا تأريخ
6) الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكُنى والأنساب : للحافظ أبي نصر عليّ بن هبة الله بن جعفر المعروف بابن ماكولا (ت487هـ)، تحقيق عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، دائرة المعارف العثمانية، الهند، بلا تأريخ
7) الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني 739هـ، شرح وتعليق وتنقيح د.محمد عبدالمنعم خفاجي، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة 1413هـ-1993م
8) بحوث في البلاغة والنقد، د.الشحات محمد أبو ستيت، مطبعة الأمانة، شبرا، مصر، الطبعة الأولى 1412هـ-1991م
9) تأريخ مدينة دمشق، للحافظ ابن عساكر (أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي 571هـ)، دراسة وتحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1415هـ-1995م
10) التذكرة الحمدونية، لمحمد بن الحسن ابن حمدون، تحقيق إحسان عباس وبكر عباس، دار صادر، بيروت لبنان، الطبعة الأولى 1996 م
11) تصحيح التصحيف وتحرير التحريف، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (764هـ)، حققه وعلق عليه وصنع فهارسه السيد الشرقاوي، راجعه د.رمضان عبدالتواب، مكتبة الخانجي بالقاهرة، مصر، الطبعة الأولى 1407هـ-1987م
12) التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية، تأليف الحسن بن محمد الصاغاني (650هـ)، حققه إبراهيم الأبياري، راجعه محمد خلف الله أحمد، مطبعة دار الكتب، القاهرة، مصر، 1971م
13) تهذيب اللغة، لأبي منصور محمّد بن أحمد الأزهريّ (370هـ)، تحقيق عبدالسلام هارون، الدار المصريّة، القاهرة، مصر، سنة 1964م
14) جمهرة أنساب العرب، لأبي محمد علي بن أحمد ابن حزم (456 هـ)، تحقيق وتعليق عبد السلام هارون، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الخامسة، بلا تأريخ
15) الحاشية على المطول، شرح تلخيص مفتاح العلوم، تأليف السيد الشريف الجرجاني أبي الحسن علي بن محمد بن علي (816هـ)، قرأه وعلق عليه الدكتور رشيد أعرضي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1428هـ-2007م
16) الحماسة البصرية، لصدر الدين علي بن أبي الفرج البصري (656 هـ)، تحقيق عادل سليمان جمال، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، مصر، 1408هـ - 1987م
17) الحيوان، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (255 هـ)، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1388هـ - 1969م
18) خزانة الأدب، لعبد القادر بن عمر البغدادي (1093هـ)، تحقيق عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة 1409هـ - 1989م
19) الخصائص، لأبي الفتح عثمان ابن جني (392ه)، حققه محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، بلا تأريخ
20) ديوان الحطيئة برواية وشرح ابن السكيت (246 هـ)، تحقيق نعمان محمد أمين طه، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987م
21) ديوان امرئ القيس، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الرابعة، بلا تأريخ
22) ديوان أوس بن حجر، تحقيق وشرح محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1399 هـ - 1979م
23) ديوان دريد بن الصمة، تحقيق عمر عبد الرسول، دار المعارف، القاهرة، مصر، بلا تأريخ
24) ديوان سلامة بن جندل، صنعة محمد بن الحسن الأحول، تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1407هـ-1987
25) ديوان شعر المتلمس الضبعي رواية الأثرم وأبي عبيدة عن الأصمعي، عني بتحقيقه وشرحه والتعليق عليه حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 1390هـ - 1970م
26) ديوان عمرو بن كلثوم التغلبي، تحقيق أيمن ميدان، النادي الأدبي الثقافي بجدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1413هـ
27) شرح ديوان الحماسة، لأبي علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي (ت421هـ) نشره أحمد أمين وعبد السلام هارون، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1951م
28) شرح ديوان كعب بن زهير، صنعة الإمام أبي سعيد الحسن بن الحسين بن عبيد الله السكري، دار الكتب المصرية، القاهرة، مصر، 1369هـ - 1950م
29) شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري، حققه وقدم له إحسان عباس، وزارة الإعلام، الكويت، 1984م
30) شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف، تأليف أبي أحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري (382هـ)، تحقيق عبدالعزيز أحمد، شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، مصر، بلا تأريخ
31) شعر الأخطل أبي مالك غياث بن غوث التغلبي، صنعة السكري، روايته عن أبي جعفر محمد بن حبيب، تحقيق فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1399هـ - 1979م
32) شعر خداش بن زهير العامري، صنعة الدكتور يحي الجبوري، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، دمشق، سوريا، 1406هـ-1986م
33) شعر زهير بن أبي سلمى، صنعة الأعلم الشنتمري، تحقيق فخر الدين قباوة، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1400هـ - 1980م
34) شعر عروة بن الورد العبسي، صنعة أبي يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت (244هـ)، تحقيق محمد فؤاد نعناع، مكتبة دار العروبة الكويت، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1415هـ - 1995م
35) شعر عمرو بن شأس الأسدي، جمعه يحيى الجبوري، دار القلم، الكويت، الطبعة الثانية 1403هـ
36) شعر قيس بن الحدادية، صنعة حاتم صالح الضامن، ضمن (شعراء مقلون)، عالم الكتب، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1407هـ - 1987م
37) الشعر والشعراء، لابن قتيبة، تحقيق أحمد محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، مصر، 1966م
38) الصحاح، لأبي نصر إسماعيل الجوهري (398هـ)، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1979م
39) طبقات [فحول]([137]) الشعراء، لمحمد بن سلام الجمحي (231هـ)، قرأه وشرحه محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، مصر، بلا تأريخ.
40) العباب الزخر واللباب الفاخر، تأليف الإمام رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني (650هـ)، بتحقيق الدكتور فير محمد حسن، راجعته وأشرفت عليه طبعه لجنة مجمعية، مطبعة المجمع العلمي العراقي، بغداد، العراق، الطبعة الأولى، 1398هـ-1978م
41) علم المعاني، دراسة بلاغية ونقدية لمسائل المعاني، د.بسيوني عبدالفتاح فيود، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، القاهرة مصر ، الطبعة الأولى، 1419هـ-1998م
42) الفاضل، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرّد، تحقيق عبد العزيز الميمني، دار الكتب المصرية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1375هـ - 1956م
43) فتح الباري شرح صحيح البخاري، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852 هـ)، المطبعة السلفية، القاهرة، مصر، بلا تأريخ
44) كتاب العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي (175هـ)، تحقيق د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي، دار الرشيد ، بغداد ، 1981م
45) لسان العرب، لأبي الفضل جمال الدين محمد ابن منظور (711هـ)، دار صادر، بيروت، لبنان، بلا تأريخ
46) المتلمس الضبعي، حياته وشعره، منى ربيع بسطاوي، ماجستير 1989م، جامعة جنوب الوادي، كلية الآداب بقنا.
47) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي، المؤسسة الأفروعربية للنشر، القاهرة، مصر، 1979م
48) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لضياء الدين بن الأثير، قدمه وعلق عليه دكتور أحمد الحوفي ودكتور بدوي طبانه، دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية، بلا تأريخ
49) مجاز القرآن، صنعة أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة 210هـ، عارضه بأصوله وعلق عليه الدكتور محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، بلا تأريخ
50) المحبرلأبيجعفرمحمدبنحبيب (٢٤٥هـ) روايةأبيسعيدالحسنبنالحسينالسكري، وقداعتنىبتصحيحهذاالكتابالدكتورهإيلزهليختنشنينر،منشوراتدارالآفاقالجديدةبيروت، لبنان، بلا تأريخ
51) المحتسبفيتبيينوجوهشواذالقراءاتوالإيضاحعنها،تأليفأبيالفتحعثمانبنجني،بتحقيقعليالنجديناصفوالدكتورعبدالحليمالنجاروالدكتورعبدالفتاحإسماعيلشلبي،وزارةالأوقاف،المجلسالأعلىللشؤونالإسلامية،لجنةإحياءكتبالسنة،القاهرة، مصر، ١٤١٥هـ-١٩٩٤م
52) المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لابن سيده علي بن إسماعيل (458هـ)، تحقيق مجموعة من المحققين، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1958م
53) مختارات شعراء العرب، لابن الشجري هبة الله بن علي أبو السعادات العلوي المعروف بابن الشجري (542هـ)، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1412هـ-1992م
54) مصطلح التجريد، دراسة في المفهوم البلاغي، دكتور نزيه عبدالحميد فراج، الفتح للإعلام العربي، القاهرة، مصر، بلا تأريخ
55) المطول على تلخيص المفتاح للعلامة سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني المتوفى سنة 792 ه، طبعة مطبعة الحاج محرم افندي البوسنوي بتاريخ جمادى الآخر سنة 1310
56) المعارف، لابن قتيبة (276هـ)، حققه وقدم له ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الرابعة، بلا تأريخ
57) معجم الأدباء، إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، تأليف ياقوت الحموي الرومي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1993م
58) معجم الشعراء، لأبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، تحقيق عبد الستار أحمد فراج ، مكتبة النوري، دمشق، سوريا، بلا تأريخ
59) معجم مقاييس اللغة؛ لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا؛ تحقيق وضبط عبدالسلام محمد هارون، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1399هـ-1979م
60) المفضليات، للمفضل بن محمد الضبي، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، دار المعارف، مصر، بلا تأريخ
61) المؤتلف والمختلف، لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي (370هـ)، تحقيق عبد الستار فراج، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، مصر، 1381 هـ-1961م
62) من بلاغة القرآن، تأليف أحمد أحمد بدوي، دار نهضة مصر، القاهرة، مصر، بلا تأريخ
63) نسب معد واليمن الكبير، لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (204هـ)، تحقيق الدكتور ناجي حسن، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، الطبعة الأولى 1408هـ-1988م
64) نسب معد واليمن الكبير، لهشام أبو المنذر بن محمد بن السائب الكلبي (204هـ)، تحقيق وخط ومشجرات محمود فردوس العظم، دار اليقظة، دمشق، سورية، بلا تأريخ
65) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (681هـ)، حققه الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروت، لبنان، بلا تأريخ
([1]) من مصادر ترجمته: طبقات [فحول] الشعراء (1/155-156)، والشعر والشعراء (1/179)، والأغاني (24/260)، والمؤتلف والمختلف (95)، وتأريخ مدينة دمشق (72/83)، ووفيات الأعيان (6/92).
([2]) مقدمة الديوان (42-48).
([3]) مقدمة الديوان (45).
([4]) تحدث د.عبدالمنعم خفاجي عن الديوان في المتلمس الضبعي (76)، ود.منى بسطاوي في المتلمس الضبعي حياته وشعره (68-72) ولم يتعرضا لهذا الإشكال.
([5]) انظر في ذلك على سبيل المثال: معجم الأدباء (6/2707)، ووفيات الأعيان (3/172).
([6]) خزانة الأدب (10/59).
([7]) الديوان (3-4).
([8]) الديوان (163).
([9]) انظر تعليق المحقق في الحاشية في تخريج القصيدة (7)، كما تنظر الأصمعيات (244).
([10]) الديوان (24).
([11]) مجاز القرآن (2/127)، وقد أشار إلى هذا المحقق في تخريجه القصيدة، الديوان (11).
([12]) معجم الشعراء (13).
([13]) الديوان (25).
([14]) مختارات شعراء العرب (118).
([15]) الديوان (12)
([16]) مقدمة الديوان (18)، ولم يذكر رقم الصفحة في كتاب المحبر، وذكرها في صفحة (12) من الديوان في تعليقه في الحاشية الثالثة، والخبر في المحبر (308).
([17]) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي (7).
([18]) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي (17)، ومقولته –رحمه الله- فيها تدليس؛ إذ يفهم منها أن ابن قتيبة نص على أن أم المتلمس من الحبشيات وأنها من بني يشكر، وهذا غير صحيح؛ إذ لم يورد ابن قتيبة ذكرًا لأم المتلمس؛ إنما ذكر أن أخواله بنو يشكر؛ انظر الشعر والشعراء (1/179)، و(1/181).
([19]) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي (28).
([20]) نص ابن حبيب «المتلمس الضبعي الشاعر أمه يقال لها سحمة»، ولا يفهم منه الترجيح بسبب صيغة «يقال» فهو يثبت ههنا ولو قال :«يقال إن أمه سحمة» لكان على التمريض.
([21]) المتلمس الضبعي حياته وشعره، د.منى بسطاوي (43)، وقد ذكرت الأسباب هنا؛ لأن المرجع رسالة جامعية يصعب على القارئ الاطلاع عليها.
([22]) الديوان (12-13).
([23]) المتلمس الضبعي حياته وشعره، د.منى بسطاوي (43-45).
([24]) الديوان (19-21).
([25]) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي (18)، و(143). وقد وهم في الموضع الأولى إذ جعل نسب بُهْثَة : بُهْثَة بن جلي بن أحمس بن ضبيعة، والصحيح: بُهْثَة بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعَةَ. والمتلمس الضبعي حياته وشعره د.منى بسطاوي (102)، وذكرت في (117) في الحاشية (3): «آل بُهْثَة نسبه إلى بُهْثَة بن حرب بن وهب بن جلي».
([26]) المتلمس الضبعي، د.محمد عبدالمنعم خفاجي (6)، والمتلمس الضبعي حياته وشعره د.منى بسطاوي (37-39).
([27]) نسب معد واليمن الكبير (1/53) تحقيق فردوس العظم، و(1/119) تحقيق ناجي حسن.
([28]) طبقات [فحول] الشعراء (1/155-156).
([29]) المؤتلف والمختلف (95).
([30]) جمهرة أنساب العرب (293).
([31]) التذكرة الحمدونية (3/391).
([32]) تأريخ مدينة دمشق (72/83).
([33]) تأريخ مدينة دمشق (37/183).
([34]) وفيات الأعيان (6/92).
([35]) الأغاني (24/260).
([36]) الإكمال (1/42).
([37]) مختارات شعراء العرب (117).
([38]) الاشتقاق (317).
([39]) المعارف (92).
([40]) الديوان (39).
([41]) الأصمعيات (288) الطبعة الأولى، و(246) الطبعة الثالثة، وفيها: «وتعذلني في نصر زيد فبئس ما».
([42]) الديوان (39) الحاشية (5) نقلًا عن المخطوطتين (ب)، و(ج). وانظر مختارات شعراء العرب (126).
([43]) الديوان (187).
([44]) الديوان (19).
([45]) الأصمعيات (287) الطبعة الأولى، و(245) الطبعة الثالثة، براوية «أمنتفلًا».
([46]) الديوان (254).
([47]) الديوان (255).
([48]) الديوان (254).
([49]) الديوان (255).
([50]) زعم د.محمد عبدالمنعم خفاجي أن هذه الأبيات قالها المتلمس في الفخر بأخواله، واستند في ذلك إلى أن (صعب) في البيت نسبة إلى صعب بن علي، وصعب أخو يشكر بن علي بن بكر، وبنو يشكر أخوال الشاعر، انظر: المتلمس الضبعي (83).
([51]) الديوان (94).
([52]) شرح ديوان الحماسة (1/663).
([53]) العباب الزاخر (حمس) والذي يظهر لي أن الصاغاني تبع المرزوقي في شرح الحماسة؛ لا سيما أن الصاغاني ينقل عن شرح الحماسة، انظر مثلًا: التكملة والذيل والصلة (3/56)، و (3/84).
([54]) الديوان (129).
([55]) خزانة الأدب (3/300).
([56]) الديوان (129).
([57]) الديوان (191).
([58]) الديوان (215).
([59]) الديوان (159).
([60]) الديوان (191).
([61]) الديوان (19-20).
([62]) الديوان (19)، تعليق المحقق في الحاشية (1).
([63]) أساس البلاغة (2/296) مع النسبة إلى المتلمس.
([64]) لم يشر المحقق إلى كتاب العين، والنص فيه (8/326).
([65]) الأصمعيات (245)، الأصمعية ذات الرقم (92).
([66]) معجم مقاييس اللغة (5/456).
([67]) الحماسة البصرية (1/130).
([68]) أشار المحقق إلى أنها –أيضًا- رواية الأغاني؛ وهذا فيه نظر؛ لأن ترجمة المتلمس في الأغاني ليست كاملة ولم يرد فيها ذكر القصيدة، وفي الترجمة «هنا انقطع ما ذكره الأصفهاني رحمه الله» وانظر تعليق محققي الأغاني (24/261).
([69]) ذكر المحقق أن المختارات أشارت إلى رواية منتقلا بالقاف؛ وهذا فيه نظر؛ لأن شرح ابن الشجري منصرف إلى (منتفلًا) بالفاء قال:«ويروى: أمنتفلًا. يقال: انتفلَ من ذلك الأمر وانتفى منه. ويقال للرجل يرمي بشيءٍ: انفلْ ذاك عن نفسك.»
([70]) خزانة الأدب (11/335).
([71]) الديوان (39) الحاشية (5) نقلًا عن المخطوطتين (ب)، و(ج). وانظر مختارات شعراء العرب (126).
([72]) انظر : العين (8/326)،
([73]) البيت في ديوان الحطيئة (168)، وانظر في خبر التصحيف: الفاضل للمبرد (81)، وتصحيح التصحيف (449)، وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف (95) وفيه أن أبا عمرو بن العلاء قال: أنت والله في تصحيفك هذا أشعر من الحطيئة!
([74]) الحيوان (1/41)
([75]) منهجي أن أذكر الروايات نقلًا عن تحقيق الديوان، ومن أراد الاطلاع على المصادر التي أوردت الروايات المخالفة لرواية الديوان فيمكنه الرجوع إلى الديوان، وبعض الروايات تتطلب إيضاحًا أكثر فلذا ذكرت مصدرها، علمًا بأن بعض الروايات قد تكون تصحيفًا أو ضبط قلم من الناشر أو المحقق.
([76]) الديوان (14-15).
([77]) التجريد:«إخلاص الخطاب لغيرك وأنت تريد به نفسك لا المخاطب نفسه» انظر: المثل السائر (2/156)، وهذا المصطلح يرد عند بعض البلاغيين لمفهوم آخر؛ انظر في أسلوب التجريد وبلاغته (165-241) في كتاب: بحوث في البلاغة والنقد د.الشحات محمد أبو ستيت، وبعض البلاغيين يعد هذا الأسلوب التفاتًا؛ انظر: مصطلح التجريد (90).
([78]) الديوان (16).
([79]) تهذيب اللغة (4/329) نقلًا عن غريب الحديث لشمر.
([80]) ديوانه (26) بشرح الأعلم.
([81]) ديوانه (53).
([82]) ديوانه (174).
([83]) الديوان (16-18).
([84]) معجم مقاييس اللغة (3/115).
([85]) ديوان كعب بن زهير (8).
([86]) معجم مقاييس اللغة (3/234).
([87]) المحتسب (1/207).
([88]) المحكم (9/76). واللحياني هو أبو الحسن علي بن المبارك اللحياني وله كتاب (النوادر) لم يصل إلينا، ولبعض العلماء موقف منه؛ انظر الخصائص لابن جني (3/206).
([89]) الديوان (19-21).
([90]) الديوان (19-21).
([91]) انظر: الصحاح (5/2022)، والعين (5/299)، وتهذيب اللغة (10/33).
([92]) انظر: الصحاح (6/1966-1967)، العين (7/129)، وتهذيب اللغة (12/199).
([93]) انظر: لسان العرب (هشم).
([94]) الديوان (22).
([95]) تهذيب اللغة (9/313).
([96]) ديوانه (332).
([97]) تهذيب اللغة (5/285).
([98]) الديوان (24).
([99]) العباب الزاخر (1/53-54) مادة (درأ).
([100]) الديوان (24).
([101]) الديوان (24).
([102]) الديوان (30).
([103]) انظر الحاشية (68) في (ثالثًا).
([104]) الخصائص (2/182).
([105]) الديوان (30).
([106]) انظر في دلالة الاستفهام على النفي في علم المعاني د.بسيوني (2/110). كما يتضمن معنى الاستفهام المقصور حمل المخاطب على الإقرار بالنفي؛ انظر: من بلاغة القرآن (163). والشاعر هنا يوجه الخطاب إلى نفسه لا إلى المخاطب.
([107]) ديوانه المجموع (62)، والمثبت في المتن «وما أنا إلا ...»، ورواية «وهل ...» في الحاشية نقلا عن الأغاني وديوان الحماسة ومنتهى الطلب والخزانة وشرح المرزوقي وجمهرة الأمثال والشعر والشعراء وشواهد المغني وتأريخ الطبري وأضداد ابن الأنباري وغيرها.
([108]) ديوانه (213).
([109]) المفضليات (312).
([110]) ديوانه (44).
([111]) ديوانه (13).
([112]) ديوانه (18).
([113]) ديوانه (75).
([114]) ديوانه (39) ضمن شعراء مقلون.
([115]) الديوان (112).
([116]) الديوان (33).
([117]) الديوان (33).
([118]) الديوان (34).
([119]) انظر: أسلوب الشرط بين النحويين والبلاغيين (246).
([120]) ديوانه (121).
([121]) ديوانه (57).
([122]) الديوان (37).
([123]) الديوان (39).
([124]) مختارات شعراء العرب (126).
([125]) الديوان (39).
([126]) الديوان (40).
([127]) الديوان (40).
([128]) تطرق البلاغيون إلى التفريق بين (إن) و (إذا)، وإلى خصائص (لو)؛ لكن لم أقف على من أشار إلى تركب الأسلوب (الشرط + إن أو لو ). للاستزادة انظر: الإيضاح للقزويني (2/116)، و (2/125)، والمطول (163)، و(166)، والحاشية على المطول (189)، و(202)، وعلم المعاني لبسيوني فيود (1/206)، و (2/222).
([129]) المفضليات (359).
([130]) ديوانه (84). آداك: كثر عليك، فامتهنه: ابذله. لجاديه: لسائله.قرع المراح: أي خلا مراح الأنعام. دليل على هلاكها أو زوالها.
([131]) الأصمعيات (161-162)
([132]) ديوانه (49).
([133]) ديوانه (191).
([134]) طبقات الشعراء لابن سلام (1/288).
([135]) انظر: فتح الباري (11/264)، والحديث برقم [6444].
([136]) ديوانه (1/172).
([137]) زيادة لم تظهر إلا عام 1394هـ
ملفات البحث:
3) ملف PDF محول من ملف وورد السابق
ليست هناك تعليقات | عدد القراء : 21196 | تأريخ النشر : الجمعة 24 رجب 1435هـ الموافق 23 مايو 2014ماضغط على الصورة للحصول على المقال بصيغة PDF
التعليقات تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر عن رأي صاحب الموقع